كلمات عربية دارجة على ألسنة الناس وفيها بعض الأخطاء الشائعة.
هنا نوضح لك عربيّتها الأصيلة حتى تسلم من اللحن والخطأ.
بالرفاء و البنين
المأتم ليس بيت العزاء
الربيع هو الخريف عن العرب
4 أنت تستطيع أم تقدر
بالرفاء والبنين.. بالفتح أم بالكسر؟
لا تقل: بالرَّفاءِ والبَنِين.. بفتح الراء المشدّدة في (الرِّفاء)
والصواب بكسرها
تقول: بالرِّفاءِ والبَنِين
يُدعى بذلك للمتزوّج، والرِّفاء: هو الالتحام والاتفاق،
ومنه أُخذ رَفْءُ الثَّوب.
ويقال: بالرِّفاء من (رَفَوْتُ الرجل) إذا سكَّنْتُه، قال الهذلي:
رَفَوْني وقالوا يا خُويلدُ لا تُرَعْ … فقلتُ وأنكرتُ الوُجُوهَ هُمُ هُمُ
ويقال: منِ اغتابَ خَرَقَ، ومَنِ اسْتَغْفَرَ رَفأ.
يذهب الناس إلى أن المأتم هو المصيبة، ولأن حروفه قريبة من حروف الموت والميّت اشتهر بين الناس بذلك، ويقولون: كنا في مأتمٍ، أي في دار عزاء لتعزية بعض الناس بوفاة قريب لهم.
والصحيح أن المأتَم هو اجتماع النساء، يجتمعن في الخير والشر، والجمع مآتم، والصواب أن يقولوا: كنا في مَنَاحة أو في عزاء، وإنما قيل لها مَنَاحة من النَّوائح لتقابلهن عند البكاء، يقال: الجبَلان يتنَاوحان، إذا تَقَابلا، وكذلك الشَّجرُ، وقال الشاعر:
عشيَّةَ قامَ النَّائحاتُ وشُقِّقتْ … جيوبٌ بأيدِي مَأْتَمٍ وخدود
أي: بأيدي نساء، وقال آخر:
رَمَتْه أناةٌ مِنْ رَبيعةِ عامرٍ … نَؤومُ الضُّحا في مَأْتَمٍ أيِّ مأتمِ
يريد في نساء أيّ نساء.
من المشهور بين الناس ان الفصول الأربعة المتعاقبة هي الربيع فالصيف فالخريف فالشتاء، فالربيع يسبقه الشتاء، ويعقبه الصيف.
ولكنّ في معاجم العرب يختلف الأمر، فالربيع ليس هو الربيع، وعليه أيضا تختلف الفصول الأخرى.
يقول ابن قتيبة في أدب الكاتب: يذهب النَّاس إلى أنَّ الربيعَ هو الفصل الَّذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الوَرْدُ والنَّوْرُ، ولا يعرفون الربيع غيره،
والعرب تختلف في ذلك: فمنهم من يجعل الربيع الفصل الَّذي تُدرَك فيه الثمار – وهو الخريف – وفصل الشتاء بعده؛ ثم فصل الصيف بعد الشتاء – وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع – ثم فصل القَيْظ بعده، وهو الوقت الذي تدعوه العامة الصيف؛ .. وعلى قول العرب هذا يكون ترتيب الفصول: الربيع (مكان الخريف) – الشتاء – الصيف (مكان الربيع) – القيظ (مكان الصيف).
يقول ابن قتيبة: ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار – وهو الخريف – الربيع الأول، ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء وتأتي فيه الكَمْأَةُ والنَّوْرُ الربيع الثاني، وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع. وعلى هذا يكون ترتيب الفصول: الربيع الأول (مكان الخريف) – الشتاء – الربيع الثاني – الصيف.
الإجماع عندهم على أن لا خريف مطلقا عند العرب في أسماء الفصول.
فلا تقل خريفاً!!!
ولعلّك تسألني الآن عن معنى الكَمْأَة التي مرت عليك منذ قليل، والأمر يسير، فالعرب تقول: كَمَأْتُ القومَ أي أَطْعَمْتُهُم الكَمْأَة!!
يقترب معنى الاستطاعة من القدرة بشكل كبير إلى درجة لا (تستطيع) أو لا (تقدر) أن تفرق بينهما.
والفرق بينهما دقيق فاعلمه:
ومن استقصاء كلام العرب تعلم أن الاستطاعة تدور على طاعة الجوارح للفعل (لأنها سداسي مزيد من طاعة) أي الانقياد له ولهذا لا يوصف الله جلّ شأنه بالاستطاعة، ويوصف بأنه قادر. يقال أطاعه، وهو مطيع، وطاع له وهو طائع له، إذا انقاد له،
وجاءت الاستطاعة بمعنى الاجابة وهو قوله تعالى (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً) المائدة: 112، أي هل يجيبك إلى ما تسأله.
أما قوله تعالى (وَكَانُواْ لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) الكهف: 101، فمعناه أنه يثقُل عليهم استماع القرآن، ليس أنهم لا يقدرون على ذلك، وأنت تقول لا أستطيع أن أبصر فلانا تريد أن رؤيته تثقل عليك.
فالاستطاعة هي انصياع الجوارح وانقيادها للفعل.
والقدرة: هي ما أوجب كون القادر عليه قادرا.
وقيل: الاستطاعة أخص من القدرة، لأن الاستطاعة اسم لمعانٍ يتمكن بها الفاعل مما يريده من إحداث الفعل وهي أربعة أشياء: إرادته للفعل، وقدرته على الفعل بحيث لا يكون له مانع منه، وعلمه بالفعل، وتهيؤ ما يتوقف عليه الفعل.
أما القدرة فتدور على العموميات، وعلى استطاعة بلا إرادة.
فإن قلت: فلان لا يستطيع كذا، فهو أقوى في النفي، أي أنه لا يملك الأدوات التي يمكن أن يتم بها الفعل. فلان لا يستطيع دخول الامتحان: أي لا يمكنه اجتيازه والنجاح فيه لأنه لم يذاكر ويتهيّأ له.
أما إن قلت فلان لا يقدر على دخول الامتحان، فهو يعني أنه لا يريد الدخول أو منعه عنه مانع، أو لا علم له بمطلوب الامتحان.
وهكذا ترى الاستطاعة أخص من القدرة وأقوى في النفي.
فعندما أسألك يا أخي/ أختي أن تتعلّم اللغة العربية والفروق بين الكلمات، فتقول: أنا لا أستطيع.. أقول لك قل: لا أقدر.
حاول أن ترتبط بمنصة (أعاريب)، وتجتهد في تعلّم لغتك، وغدا بإذن الله تستطيع وتستطيع.