معنى البلاغة .. من البيان والتبيين للجاحظ!
خّبَّرني أبو الزبير كاتب محمد بن حسان، وحدثني محمد بن أبان- ولا أدري كاتب من كان- قالا: قيل للفارسي: ما البلاغة؟ قال: معرفة الفصل من الوصل. وقيل لليوناني: ما البلاغة؟ قال: تصحيح الأقسام، واختيار الكلام. وقيل للرومي: ما البلاغة؟ قال: حسن الاقتضاب عند البداهة، والغزارة يوم الإطالة. وقيل للهندي: ما البلاغة؟ قال: وضوح الدلالة، وانتهاز […]
أقسام التشبيه لعبد القاهر الجرجاني
أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني (400 – 471ه) هو مؤسس علم البلاغة، وقد كان كتاباه (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة) هما الأساس الذي قام عليه صرح علوم البلاغة، فالبلاغيون له تبع، وكتاباتهم تستلهم ما دوّن الجرجاني. وقد كان الرجل شغوفا بالقرآن الكريم، فجاء كتاباه رحلة غوصٍ في بحر القرآن لاستخراج الكنوز […]
غدائره مُسْتَشْزِراتٌ إلى العلا.. امرئ القيس غير الفصيح!
الفصيح في معاجم اللغة هو صفة اللبن الذي تحت الرغوة الذي تظهر على سطحه عند حلبه، قال الشاعر: وتحت الرّغوة اللّبن الفصيح يعني هذا اللبنُ النقي المستخلص المركّز بدون هذه الرّغوة. وعند الراغب الأصفهاني: إذا تعرّى من الرغوة فأفصح اللبن إذا زال عنه اللبأ، وأَفصح العجمى إذا خلص من اللكنة، وفَصح الرجل جادت لغته، وأفصح […]
من الأدب الصغير لابن المقفّع
عبد الله بن المقفّع (106 – 142 هـ) فارسي الأصل، وأديب اجتماعي وأخلاقي مطبوع، وهو صاحب كتاب كليلة ودمنة ذائع الصيت، وصاحب الأدب الكبير والأدب الصغير. وكتبه تحوي درراً من حلي الحكمة والأدب ومكارم الأخلاق.
كيف يصوّر الرافعي العيد؟
مصطفى صادق الرافعي (1298ه – 1256ه) عملاق من عمالقة لغة العرب، الذي أعاد إليها رونقها في مطلع القرن الرابع عشر الهجري.. وكتابات الرافعي سلسة جزلة في آن، تجمع بين الأصالة والتجديد، وتضيف إلى القارئ من صنوف الأدب ما تُسرّ ه نفسه. وهو بارع في توليد المعاني الجديدة إلى درجة تثير حيرة القارئ فيتساءل: كيف قال هذا؟ وكيف عثر على ذاك.
فنّ الكتابة وصناعة المحتوى
أكسبت وسائل التواصل الكثير من الناس جرأة على تأليف الكلمات وبناء الجُمل والعبارات أو ما يُعرف بـ(صناعة المحتوى). وللأسف الشديد، يكتب الجميع، لكن الجاد الهادف يعدل مِخيَطاً في بحر خضمّا أو إبرةً رقيقة في كومة قش.
من عبرات المنفلوطي: الهاوية (2)
وكأنما ألمَّ بما في نفسي، وعرف أني قد علمتُ من أمره كل شيءٍ، فأطرق برأسه إطراقَ من يرى أن باطن الأرض خيرٌ له من ظهرها، ولم يقل شيئًا، فدنوت منه حتى وضعت يدي على عاتقه، وقلت له: ولله ما أدري ماذا أقول eلك، أأعظُكَ، وقد كنتَ واعظي بالأمس، ونجمَ هُداي الذي أستنير به في ظلماتِ حياتي؟! أم أرشدك إلى ما أُوجبَ لله عليك في نفسك وفي أهلك. ولا أعرف شيئًا أنت تجهله، ولا تصل يدي إلى عِبرة تَقصُر يدُك عن نيلها؟ أم أسترحمُك لأطفالك الضعفاء وزوجتك البائسة المسكينة التي لا عضُد لها في الحياة ولا معين سواك وأنت صاحب القلب الرحيم الذي طالما خفق بالبُعداء، فأحرى أن يخفق رحمةً بالأقرباء؟!
من عبرات المنفلوطي: الهاوية (1)
مصطفى لطفي المنفلوطي (1293ه – 1342ه)، ابن النيل والأزهر، وربيب أسرة العلماء والنبهاء، وحافظ القرآن في التاسعة من عمره، والمتضلّع من لغتنا وتراثنا وتاريخنا، والناقل الأمين لعيون الأدب الغربي بما يناسب بيئتنا ومعتقداتنا.