قال أبو الحسن المدائني: لما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بعد ما صالحه وكتب له أمانا وأشهد شهودا. قال عبد الملك بن مروان لرجل كان يستشيره ويصدر عن رأيه إذا ضاق به الأمر: ما رأيك في الذي كان منّي؟ قال: أمر قد فات دَركه! قال: لتقولنّ! قال حَزْمٌ لو قتلتَه وحييتَ. قال: أو لست بحيّ؟ فقال: ليس بحيّ من أوقف نفسه موقفا لا يوثق له بعهد ولا بعقد. قال عبد الملك: كلامٌ لو سبق سماعُه فِعلي لأمسكت (أي لم أقتله).