علوم اللغة العربية

بلاغة القرآن

كان القرآن – ولا يزال – المعين الخالد الذي حفظ على اللغة العربية قواعدها وأصول مفرداتها واشتقاقاتها.

وها نحن نطوف بك بين جنبات هذا الكتاب الخالد نقطف لك من أزاهيره ما تقر به العين ويُسرّ به الفؤاد.

 

نزل القرآن الكريم في قوم أهل فصاحة، فتحدّاهم في عين ما نبغوا فيه، وجاء نظمه على صورة لا يتأتّى لهم الإتيان بها رغم أنها من جنس الحروف والكلمات التي بين أيديهم.
هل مجازات القرآن تعبّر عن البيئة العربية كتشبيهات الشعراء واستعارات البلغاء أم تتجاوزها إلى خارجها؟؟ هذا الملمح الفريد نبّهنا إليه المفكر الكبير مالك بن نبي رحمه الله، فقال في كتابه (الظاهرة القرآنية):
بعد ان تعرّفنا على مظاهر العظمة والرحمة الإلهية التي تنتظم الكون كلّه، ولا يملك الإنسان أمامها إلا أن يلهج لسانه وقلبه مع من حوله من البشر {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فلننتقل إلى عمل الإنسان، الذي يتألّف من عنصرين: عنصر نظري تعليمي، نرى فيه نماذج الأعمال الإنسانية في مختلف صورها؛ حميدها وذميمها. وعنصر عملي تنفيذي، هو صدى تلك المعرفة، وثمرة تحريكها لعزائمنا.
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: 1- 7].