فنّ الكتابة وصناعة المحتوى

أكسبت وسائل التواصل الكثير من الناس جرأة على تأليف الكلمات وبناء الجُمل والعبارات أو ما يُعرف بـ(صناعة المحتوى). وللأسف الشديد، يكتب الجميع، لكن الجاد الهادف يعدل مِخيَطاً في بحر خضمّا أو إبرةً رقيقة في كومة قش.

من عبرات المنفلوطي: الهاوية (2)

وكأنما ألمَّ بما في نفسي، وعرف أني قد علمتُ من أمره كل شيءٍ، فأطرق برأسه إطراقَ من يرى أن باطن الأرض خيرٌ له من ظهرها، ولم يقل شيئًا، فدنوت منه حتى وضعت يدي على عاتقه، وقلت له: ولله ما أدري ماذا أقول eلك، أأعظُكَ، وقد كنتَ واعظي بالأمس، ونجمَ هُداي الذي أستنير به في ظلماتِ حياتي؟! أم أرشدك إلى ما أُوجبَ لله عليك في نفسك وفي أهلك.  ولا أعرف شيئًا أنت تجهله، ولا تصل يدي إلى عِبرة تَقصُر يدُك عن نيلها؟ أم أسترحمُك لأطفالك الضعفاء وزوجتك البائسة المسكينة التي لا عضُد لها في الحياة ولا معين سواك وأنت صاحب القلب الرحيم الذي طالما خفق بالبُعداء، فأحرى أن يخفق رحمةً بالأقرباء؟!

من عبرات المنفلوطي: الهاوية (1)

مصطفى لطفي المنفلوطي (1293ه – 1342ه)، ابن النيل والأزهر، وربيب أسرة العلماء والنبهاء، وحافظ القرآن في التاسعة من عمره، والمتضلّع من لغتنا وتراثنا وتاريخنا، والناقل الأمين لعيون الأدب الغربي بما يناسب بيئتنا ومعتقداتنا.